يحذر الكاتب لورينزو توندو من أن خطة الاحتلال الكامل لقطاع غزة التي يناقشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تؤدي إلى مقتل المزيد من الفلسطينيين وتشريد جماعي جديد، بحسب تحذيرات منظمات الإغاثة. نتنياهو دعا إلى اجتماع لمجلس الأمن الإسرائيلي مساء الخميس لبحث هذا المخطط، في وقت دعا فيه أهالي الرهائن المحتجزين في غزة إلى احتجاجات شعبية، خوفًا من أن يُعرّض القرار حياة أبنائهم للخطر.

أشار موقع الجارديان إلى أن نحو عشرين فردًا من عائلات الرهائن ركبوا قوارب صغيرة انطلقت من مدينة أشكلون القريبة من حدود غزة، رافعين صور أحبائهم ولافتات تطالب بإعادتهم، مرددين أسماءهم بصوت عالٍ. تحدث يهودا كوهين، والد أحد الرهائن، عبر مكبر صوت بالإنجليزية: "نداء استغاثة... نحتاج إلى دعم دولي فوري لإنقاذ 50 رهينة ما زالوا محتجزين منذ قرابة عامين".

أرقام الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن 49 من أصل 251 رهينة خُطفوا في 7 أكتوبر 2023 لا يزالون في غزة، بينهم 27 أُعلن عن وفاتهم. العائلات وجّهت نداءً إلى نتنياهو وكبار المفاوضين العسكريين، محذرين من أن "التقاعس والبطء في اتخاذ القرار ستكون له عواقب مأساوية تدوم لأجيال"، وحمّلت الحكومة مسؤولية إنقاذهم.

وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مسؤولين – دون كشف أسمائهم – أن نتنياهو يسعى للحصول على موافقة لتنفيذ خطة الاحتلال الكامل. الخطة تتضمن إرسال قوات برية إلى مناطق لم تُدمَّر بعد، تمثل نحو ربع مساحة القطاع، وهي مناطق لجأ إليها معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة.

بحسب التقارير، العملية ستُنفَّذ على مرحلتين، وتهدف إلى السيطرة على مدينة غزة، مع إجلاء مليون شخص بشكل مؤقت لإقامة بنية تحتية مدنية في وسط القطاع. المسؤولون يصفون العملية بأنها "محدودة" وليست غزوًا شاملًا، لتجنّب معارضة القيادات العسكرية التي حذّرت من أن الاحتلال سيفتح "ثقبًا أسود" من التمرد، والمسؤوليات الإنسانية، ومخاطر متزايدة على الرهائن.

عبر رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، عن رفضه، مشيرًا إلى أن الاحتلال قد يتحوّل إلى سيناريو مشابه لحرب فيتنام، بكل تعقيداتها السياسية والإنسانية. مع ذلك، تستعد إسرائيل لنشر خمس فرق عسكرية، في حملة قد تستغرق من أربعة إلى خمسة أشهر، بهدف الضغط على حماس لاستئناف المفاوضات وربما تنسيقها مع مبادرة سلام تقودها واشنطن.

نقل الكاتب عن مسؤول أمني قوله: "ندخل في سيناريو فيتنام بعيون مفتوحة". بينما يواجه نتنياهو ضغوطًا دولية متزايدة لوقف إطلاق النار، فإنه يتعرض في الوقت ذاته لضغط من حلفائه في اليمين المتطرف لمواصلة الحرب. وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، أعرب عن أمله في أن توافق الحكومة على بسط السيطرة العسكرية على كامل غزة، بل دعا إلى إعادة المستوطنات التي انسحبت منها إسرائيل قبل عقدين.

على الجانب الفلسطيني، عبّرت آية محمد (30 عامًا)، التي عادت إلى غزة بعد موجات نزوح متكررة، عن سخطها: "إلى أين نذهب؟ تعبنا من التشريد والإهانة. هل يعرف العالم ما معنى التهجير؟ يعني أن تُسحق كرامتك وتتحول إلى متسوّل بلا مأوى، تبحث عن الطعام والماء والدواء".

تشير إحصائيات وزارة الصحة في غزة إلى وفاة نحو 200 فلسطيني بسبب الجوع، نصفهم تقريبًا من الأطفال. بينما تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين نتيجة الهجوم الإسرائيلي 61 ألفًا، وفق مصادر صحية محلية، مع مقتل 20 شخصًا على الأقل في غارات الخميس وحده.

https://www.theguardian.com/world/2025/aug/07/benjamin-netanyahu-talks-full-gaza-occupation-aid-agencies-hostages